أن اعمال حميد العطار ليست تصويرا تقليديا, و لاهي نحت بمفاهيم النحت الاكاديمية, وانما هي جماع قدرات فنان التقت لتشكيل ” العمل الفني” بمفهومه الحديث الذي يأخذ في عدة فنون خصائصها ويمزج بينها مزجا موفقا متخطيا الحواجز التقليدية بين ادوات التعبير التشكيلي ووسائله.
سطوح لها حده, وفيها عراقه, يتحكم فيها فكر واع بقوانين الاشكال وطاقاتها التعبيرية, وحس مرهف مدرك للجمال الرياضي في التشكيل يبني عمله الغني من داخله ووفق منطقه الخاص فيحقق له التوازن دون التزام لقواعد التماثل.
هي اعمال معاصرة لها كل مقوماتها المعاصرة, وهي أصيلة فيها راقة التراث وجوهره دون التزام بأنماطه, وهي غنية بثرائها المعبر, وبما يتخلل سطوحها في نتوء وانخفاض يكسبها عمقا وتوازنا, تتجرد احيانا في كل سمات النشخيص فيكون لبلاغتها التشكيلية وقع أخاذ, وتجمع احيانا بين المجرد والمشخص لتؤكد معنى او تعبيرا, وهي في جميع الاحوال وثائق تشكيلية فيها ادانة للعصر وتصويرا لمآسيه من خلال الحدث القريب او عن طريق استحضار دلالات الأساطير أو استعادة مآس الفلاسفة.
مذابح تل الزعنر تستصرخ فيها وتتهم, واسطورة قلقامش تعود الينا في رموز جديدة, و مأساة الحلاج بكل دلالاتها تشغل حيزا ملحوظا من اعمال الفنان.
ان التزام حميد العطار نابع من فكره و موقفه الانساني وهو تعبير عن شخصيته ورؤيته الخاصة للشياء.
ومن هذا الالتزام الحر اكتسب فنه قيمه المتميزة في الشكل والمضمون.